لعل من الممكن أن نلتمس الجواب في بعض جوانبه في علم الفيزياء فعلماء الفيزياء يخبروننا أن العامل الذي يسيطر على حركة هذه الكواكب السيارة هو الجاذبية وهناك قوانين في الجاذبية تفسر لنا ، مثلا ، لماذا لا تصطدم الأرض بالقمر ولماذا لا تنسكب مياه المحيطات في الفضاء والأرض تدور ولماذا يبقى المشتري أو عطارد في مدارهما ضمن المجموعة الشمسية ولا يصطدمان ببعضهما أو بالشمس أو بكوكب آخر في منظومتنا الشمسية.
وإذا كانت قوانين الجاذبية ونظريات علمائها صحيحة ، وهي صحيحة بكل تأكيد ، فلماذا لا يكون لهذه القوة غير المنظورة والتي نسميها الجاذبية تأثير على البشر بشكل أو بآخر ؟
نحن جزء من عالم متحرك متكامل ومن هنا فنحن متأثرون سلبا أو إيجابيا بما يدور حولنا.وهذة الماكنة الكونية الضخمة تتحرك أجزاؤها وتعمل وفق قوانين متناسقة ولأننا جزء منها فنحن نتحرك وفق قوانينها وحسب ما تمليه علينا اشتراطاتها.
خذ القمر مثلا ، هذا التابع الأرضي القريب منا والذي يدور في فلك أمه وأمنا الأرض. حين يكون القمر بدرا متكاملا يكون المدّ الأعظم. ترتفع المياه على سطح الكرة الأرضية بقياس ونسبة أعلى مما لو كان القمر في الربع الأول أو الربع الثاني. وبالقياس نفسه يكون الجزر الأدنى للمياه في البحار والمحيطات حين يكون القمر في المحاق ، أي حين يغيب عن الأرض كليا ليبدأ شهره الجديد.
لماذا ؟
علماء الفيزياء يقولون إنها الجاذبية التي تحكم المدّ والجزر بعلاقة مباشرة مع القمر.
ومثل آخر ...أو أمثلة أخرى كثيرة:
يتعكر مزاجنا حين تهب العواصف رملية أو ثلجية وتغيم سماؤنا الداخلية ونكون بائسين حين تكفهرّ السماء ونهرب إلى بيوتنا هلعا وخوفنا حين يكون زلزال أو يثور بركان أو تفيض أنهار وبحار...
أمزجتنا مرتبطة بغضب الأرض أو خوف السماء وما ينزل منها أو يكون تحت قبّتها...
ونستمع إلى الإذاعات فيزعجنا انقطاع البث أو التشويش الذي يعكر علينا صفو استماعنا ولا نفاجأ حين تعتذر محطات الإذاعة عن ذلك بأن السبب عاصفة وا انفجارات شوشت الذبذبات فاختلطت واختلط الحابل بالنابل...
أين العواصف تلك ؟ على سطح الشمس!!
آلاف الملايين من الأميال وجدّتنا العزيزة ، شمسنا، تفسد علينا متعة الإستماع إلى برامج إذاعتنا التي نحبها...
أوضاعنا النفسية تتقلب وتنقلب أحيانا بفعل لا علاقة له بدواخلنا ولا يرتبط بنا بشكل مباشر لكنها مرتبطة بقوى خارجية كما ارتبطت أرضنا بقوة خارجية فكان المدّ الأعظم والجزر الأدنى وكانت الزلازل والعواصف والبراكين.
ما دام الأمر كذلك فلماذا نعجب إذن من تأثير الكواكب علينا ، نحن البشر ؟ لماذا يستغرب أحد من تدخّل الشمس وعطارد والزهرة والقمر والمشتري وأورانوس والمريخ في حياتنا وتشكيل شخصياتنا؟..
من هنا بدأت دراسة الكواكب ومن هنا بدأ البابليون علوم النجوم وكان أول ( هوروسكوب ) عرفه الإنسان هو الذي وجده المنقّبون في بابل وكان معمولا لمولود جديد لواحد من شخصياتها الكبار أو لكاهن أو ملك.
ومن هناك بدأت مسيرة اكتشاف ما يخبئه القدر للناس من خلال تأثير الكواكب عليهم وما يمكن أن تتشكّل به شخصية الإنسان وما تحمله من عناصر تتأثر بالكواكب وتتشكّل وفقها.
ونظرة عاجلة إلى تأثيرات الكواكب تعطيكم فكرة عامّة عن تأثير كل كوكب على حدة فإذا قيل لأحدنا أنه من برج الأسد فإنه واقع تحت تأثير الشمس وإن كان مولودا في برج العقرب فهو مولود تحت تأثير كوكب المريخ وهكذا...
ماذا تعطينا هذه الكواكب ؟
الشمس تأثيرها على الصحة والنشاط وقوة الارادة، وبذلك نكون أكثر فاعلية وابداعا. والمولودون تحت تأثير هذا الكوكب محاربون أشداء ويتحدون الصعوبات.
القمر: يؤثر القمر على الأمزجة والمشاعر بصورة عامة، الا أن تأثيره لاشعوري في معظم الأحيان،لكن الواقعين تحت تأثيره حالمون حساسون سريعا الغضب سريعا الرضى.
عطارد: يؤثر مداره علىالفكر والحركة، وبذلك تصبح لكم رغبة في السفر وفي كتابة الرسائل والتحدث علىالهاتف، واجراء الاتصالات مع الآخرين بصورة عامة.
الزهرة: كوكب الشفافية و السعادة التي تجلبها الحياة الاجتماعية و ملهب مشاعر الحب ويبرز مدار الزهرة كذلك جانب المرح في الشخصية حتى للذين هم من الأبراج النارية
المريخ كوكب القوة والسيطرة وإمساك الأمور بحزم والمولودون تحت تأثيره لهم قدرة على مواجهة المصاعب والتغلب عليها.
المشتري: كوكب الأسفار والتحولات وعدم الإستقرار لكنه كوكب الثقة بالنفس والتي قد تدفع نحو الغرور.
زحل: المولودون تحت تأثيره يصابون بالكآبة غالبا وينتابهم اليأس بسرعة وقد تتقلب حياتهم بين سعادة وشقاء بسرعة وربما كانوا أكثر اعتمادا على غيرهم في أمورهم الخاصة.
اورانوس: المولودون تحت تأثيره قد يفقدون السيطرة على تصرفاتهم أحيانا ولا يعرفون اتجاهاتهم الصحيحة وقد يكون زواجهم فاشل بسبب الحيرة أو بسبب مفاجئات غير متوقعة.
نبتون: إن كنتم مولودين تحت تأثيره فقد يؤثر عليكم بما تؤمنون به وبموقعكم من الحياة. وقد تشعرون بالضياع، وذلك نتيجة لتشتت شعوركم واحاطتكم بمخاوف غير منطقية.
بلوتو: قد يكون تأثير الكوكب بلوتو هدّاما وبنّاء في الوقت ذاته. فهو يقضي على المفاهيم القديمة والبالية في حياة المولودين تحت تأثيره بخلق مفاهيم جديدة تكون عادة أفضل بكثير من سابقتها.
وثمة شيء آخر.. فليست تأثيرات هذه الكواكب محصورة بالمولودين تحت تأثيرها حين كانت في موقع معين من دائرة الأبراج ولكنها تؤثر على كل الأبراج في تغير مواقعها. أي حين تكون الزهرة في برج الأسد مثلا فإن مواليد الأسد يكونون في وضع جيد من ناحية العاطفة والزواج والعلاقات العامة والخاصة رغم أن الكوكب المسيطر على الأسد ليس الزهرة ولكن الشمس. ومثل ذلك حين يكون كوكب المريخ في برج العذراء مثلا فهو يعطي مواليد العذراء قوة غير عادية وقد يرتكبون أخطاء كبيرة بسبب التغيير المفاجئ الذي يحدثه المريخ في حياتهم. وهكذا يكون لكل كوكب تأثير على المولودين ضمن تأثير كوكب غيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اذا كان لديك اي سؤال يمكنك طرحه اسفل المقال فى المكان المخصص لتعاليق وساكون سعيد بالرد عليكم