( من 22 نوفمبر - الى 21 ديسمبر )
برج القوس
برج القوس
الصفات العامة لبرج القوس: هناك عادة محور في كل جمع ضاحك مرح , واحتمال يوازي تسعة من عشرة بأن يكون المحور شخصاً مولوداً في برج القوس . وإذا تبيّن بالإضافة إلى ذلك أنه يتمتع بوجه منفتح وجبهة عريضة , وأنه يقوم بحركات مرتبكة خالية من الرشاقة , أمكن التأكد عندئذ من أنه مولود في برج القوس . جميع الصفات التي ينطوي عليها هذا الإنسان تؤهله لأم يكون طفلا ً كبيراً . فهو مرح صادق صريح طيب القلب , يُعبـّر ببراءة متناهية عما يدور في خاطره , ويرفض اعتماد الأساليب الملتوية , ويحرج الآخرين , ويستغرب نقمتهم عليه , ويعتذر من هفواته التي ينساها بعد حين ثم يُكررها , وهكذا . . . إنه رياضي المظهر يشبه إلى حد ما الجواد أو المهر وخصوصاً بخصلة شعره المتدلية على جبينه كالعرف والتي يرفعها دائماً بحركة من رأسه أو بيده الأمر الذي يتحول عنده إلى عادة تلازمه في الكبر حتى بعد الصلع . هذا الإنسان سريع الحركة , سريع التنقل , يكره الجمود ويبدو كأنه يسير في اتجاه معيّن أو كأنه يُلاحق هدفاً ما . لكن حركاته ومشيته تفتـقر إجمالا ً إلى الرشاقة أو الانضباط , وكثيراً ما يتعثر بخطواته أو يُقلب الأشياء التي تعترض طريق ذراعيه . ومع ذلك يوحي بأنه رياضي . وهو يعيش في الواقع عيشة الرياضيين إذ يحب الهواء الطلق وركوب السيارة والدراجة والطائرة , ولا يُستبعد أن يشترك في سباقات السرعة لولعه بها , كما يحب الحيوانات وخصوصاً الكلاب والجياد . الصراحة صفة أساسية في مولود برج القوس , بل أساس شخصيته , تماماً كما هي في برج العقرب , مع فارق كبير وهو أن مولود برج العقرب يُعري الحقائق عن عمد وسابق تصميم ومعرفة أكيدة بالنتائج بينما يلجأ مولود برج القوس إلى الصدق عن براءة وطيبة وعدم لياقة اجتماعية وجهل تام بالنتائج . لذلك كثيراً ما يشعر بالندم والأسف إذا نجم عن أفعاله أي ضرر أو أذية . ولكنه يفشل دائماً في تطوير أساليبه ويعود المرة تلو المرة إلى صراحته المذهلة مع جميع الناس دون استـثـناء ودون أي اهتمام بالنتائج المترتبة على مثل ذلك التصرف . ومقابل ذلك يصعب على الكثيرين أن يحقدوا عليه فترة طويلة بسبب شفافيته وبراءته وحُسن نواياه , فغايته الأساسية هي في الواقع بعث المرح والسلوى في النفوس , وإذا جاءت النتائج عكس المتوقع لا يجوز اتهامه بالخبث لأنه بعيد عنه كل البعد . كل ما يمكن قوله هو أنه طائش يلقي سهامه جزافاً فتصيب من تصيب وتخطيء من تخطيء , مع العلم بأنها لا تـُميت أحداً لخلوها من كل أثر للسموم التي يجهلها مولود برج القوس تماماً . يُرمز إلى إنسان برج القوس بالنار ويُقال أن لكوكب " المشتري " ( جوبيتر ) تأثيراً كبيراً في مزاجه , الأمر الذي يوضح سبب جرأته وإقدامه وصراحته وحبه للكلام . إذا تعرّض أحد لكرامته مثلا ً ردّ في الحال معتمداً على لسانه الحاد وقبضته القوية في آن واحد . وهو من النوع الذي يرفض النجدة أو الهرب وقت الشدة ولكنه حالما ينتـقم لنفسه يستعيد هدوءه وبراءته معاً , ولا يتردد في تعويض عدوه مما لحقه منه . هذا ويمكن القول أن أكثر ما يغيظه ويُفقده السيطرة على نفسه أن يتهمه البعض بالكذب أو عدم الأمانة . يتمتع مولود برج القوس بطفولة مستمرة تجعله يرفض الجد في الحياة على الرغم من قبوله القيام بالواجب والمسؤولية على أفضل نحو . وسبب ذلك أن الجد يُـثـقل عليه ويمحو جزءاً من سعادته وفرحه الطبيعيين , وكذلك تـفعل معه العزلة التي توقعه في مرض حقيقي في بعض الأحيان . لكن صحته ممتازة إجمالا ً , وكذلك نشاطه وحيويته اللذان يلازمانه حتى آخر عمره . هو يكره المرض على كل حال ويكره المستشفيات والمعالجة الطويلة , ولهذا السبب يشفى بسرعة مذهلة يضمنها أيضاً تفاؤله وإيمانه بغد أفضل . يميل هذا الإنسان إلى الرقص والغناء والتمثيل , ويهتم بالأمور الدينية في بداية عمره ثم يتحول إلى الشك وقلة الإيمان , ولا يُستبعد أن يُصبح مُلحداً في وقت من الأوقات . وتجري في عروقه دماء المغامرة والمقامرة , وكثيراً ما ينصرف إلى تجربة حظه على المائدة الخضراء أو البورصة أو ميادين السباقات على اختلاف أنواعها . وهو يحب ويسعى دائماً إلى الوقوع في التجربة لكنه يخشى الزواج وينـفر منه , وإذا رضخ فبعد تفكير وتردد طويلين . من صفاته الحميدة الكرم والضيافة والمثابرة وإصابة الهدف . ومن عيوبه الإفراط في الطعام والشراب وإدمان الخمرة أحياناً , وعدم حفظه الأسرار . على الرغم من تمتعه بذاكرة حادة تحفظ أدق التفاصيل ينسى أحياناً المكان الذي يضع فيه معطفه قبل خمس دقائق . لكن أطرف ما فيه هو تلك الطريقة في سرد النوادر والفكاهات . فكثيراً ما يتعثر بكلمة أو حركة يضحك لها الآخرون فيشاركهم الضحك بدوره ظناً منه خفة دمه هي التي أطربتهم لا هفواته التي لا يُدركها على كل حال . غير أن تلك الطفولة المحببة لا تمنعه من الرد بقسوة وعنف على كل من يحاول مس كرامته أو مبادئه . وهو عندئذ يطلق سهامه بكل ما أوتي من تركيز ومهارة فيصيب الهدف في النقطة التي يريد . يُصوّر مولود برج القوس – كما هو معلوم – شاكلة مخلوق نصفه إنسان ونصفه الآخر جواد . والمقصود بذلك أنه في ملاحقته لأهدافه يظل دائماً في الطليعة . كيف ؟ لا أحد يدري بالضبط . فقد يكون السبب مزاياه العديدة أو حظه الجيد أو الاثـنين معاً . وإذا شغل عن ذلك اختصر القضية كلها بقوله مازحاً أن الحياة " سيرك " , وإنه فيها المهرج الأول .الطفل القوس : الطفل في برج القوس مهرج صغير يُحب لفت الأنظار وإدخال البهجة إلى قلوب المحيطين به . إذا أهمل أو تـُرك وحده أخذ حالا ً في البكاء للتعبير عن احتجاجه أو اندفع وراء أي صوت أو رائحة تدل على وجود بشر . وإذا لم يتسن له رفيق أو أنيس ينصرف إلى معاشرة دمية أو حيوان أليف يمنحه الدفء والطمأنينة اللذين ضنّ عليه بهما الآخرون . إن الاحتكاك بالناس على اختلاف أعمارهم غذاء رئيسي لطفل برج القوس تماماً كالطعام والشراب , فإذا أضفنا إلى تلك الحاجة فضولا ً شديداً تجاه كل أمر وقضية فهمنا سبب ملاحقته الكبار وطرحه عليهم سيلا ً لا ينقطع من الأسئلة . " لماذا " كلمة يُرددها من الصبح إلى المساء ويبغي من ورائها معرفة كل شيء دون استـثـناء . الله , الحياة , الموت , الولادة , القوانين والأنظمة , جميع هذه القضايا تـُثير اهتمامه وتتطلب منه أجوبة صريحة وصادقة يستقيها من الذين هم أعلم وأخبر منه . فإذا رفض هؤلاء تقديم الشرح الوافي غضب وهدد بالتمرد على أوامرهم . يحب الطفل المولود في برج القوس الطبيعة والهواء الطلق والرياضة والصيد , وكثيراً ما يسرح في الحقول وعلى الشاطئ برفقة كلب صديق وبندقية أو شبكة يصطاد بهما العصافير أو الأسماك . وكثيراً ما يقع أيضاً خلال تلك النزهات ويعود منها بآثار الكدمات والجروح . هذا الطفل مُعرّض في الواقع للعثرات الجسدية والنفسية بسبب تطلعه إلى الأعالي وانشغاله بأحلام عظيمة تـُراوده , ويتعلق أكثرها بمستقبله . في تلك المرحلة من الطفولة يحلم بأم يكون راهباً أو ناسكاً أو رجل دين . لكنه – بعد أن يكبر – يتحول تدريجياً إلى نوع من التفكير الجدلي الذي يدفعه إلى الشك أو الإلحاد أو دراسة الديانات الأخرى علـّه يجد فيها الحقيقة الكاملة . من أفضل أمنيات طفل برج القوس الحصول على ثـقة أهله التامة في الوقت الذي يسعى فيه إلى الانعتاق منهم . مثلا ً إذا وُضع في مدرسة داخلية أو أرسل إلى بلد ما للدراسة قد تمر الأيام دون أن يرسل كلمة إلى أهله يطمئنهم بها على نفسه , ولكن تصرفه هذا لا ينم عن خبث أو سوء نية . بالمقابل يتعلــّق بمدرسته وأترابه بسهولة تامة , وينجح في دراسته بفضل ذكائه وفضوله وطرحه العديد من الأسئلة ممّا يجعله أكثر استيعاباً من غيره للطرق التعليمية الحديثة . إنه يستحق في الواقع اهتمام المعلم المرن وصاحب الخيال الخصب ومتى وجد هذا الأخير أظهر الطفل مواهب عظيمة مقرونة بأفضل الصفات كالصدق والاستقامة والأمانة . أما إذا ارتكب بعض الأخطاء والهفوات المقصودة فيكون ذلك بمثابة الرد على سوء معاملة الآخرين له وعدم ثـقتهم به . يميل الطفل في برج القوس إلى الكرم والتبذير أحياناً . لذا من واجب أهله تعويده منذ الصغر الاعتدال والسير وفقاً لميزانية محددة , كما أن من واجبهم تعويده احترامهم ومراعاة شعورهم وعدم مس كرامتهم بصراحته الفطرية المعروفة . من المواضيع الأخرى التي يفترض في الأهل والمدرسين تعليمها لطفل برج القوس الجنس والحمل والولادة وخلاف ذلك . والسبب هو اهتمامه المبكر بأفراد الجنس الآخر الأمر الذي قد يورطه في بعض الأحيان إذا لم يتسلح بالمعرفة والخبرة الضرورتين . إذا وضعنا حسنات مولود برج القوس وسيئاته في كفتي ميزان نجد أن حسناته تفوق سيئاته كثيراً ممّا يجعلنا نؤكد أنه طفل رائع بكل معنى الكلمة . يكفي أن نعلم أن الحظ بجانبه مهما بدر منه من أقوال وأفعال . الرجل القوس : حيث يوجد رجل برج القوس يوجد جمع يلتـف حوله . فإذا أضفنا إلى هذا الحشد من الأصدقاء الكثيرين والأعداء القليلين أهداف رجل القوس العظيمة وعادة التمثـيل والتهريج عنده وجدنا أن مكان العائلة في حياته ضيق نسبياً , أو هكذا يتصور أفرادها بينما ينكر هو المسألة بشدة . هذا الإنسان متـفائل إلى درجة الإيمـــان الأعمى بالناس والظروف , وإلى درجة الاستخفاف بالصعاب والأزمات , أو تفسيرها كما يحلو له . لا بد لمثل هذا التفاؤل أن يقترن ببعض الخطر على رجل برج القوس إذ يجعله يثـق بمن لا يستحق الثـقة أو يضع قدمه حيث لا يجب أن توضع . لكن العجيب هي تلك الحيوية التي تجعله يُواصل السير قـُدماً وتلك الروح الرياضية التي تدفعه إلى قبول الخسارة عن طيب خاطر . تلك هي تأثيرات كوكب " المشتري " الذي يمنحه حظاً عظيماً على الرغم من كل العثرات . قلنا أن أصدقاء الرجل القوس عديدون , لكن حتى بين هؤلاء من يتمنى قتله في بعض الأحيان جزاءً على خشونته وعدم لباقته . ومع ذلك تـُغفر له أخطاؤه بسرعة مذهلة بسبب طيبة قلبه ونقاء سريرته . يُقال أن حديثه وسهامه قلــّما تخطيء . فإذا أراد إصابة الهدف نجح بدقة محرجة لغيره . صراحته المتـناهية موجودة حتى في مواقف الحب مع العلم بأنه يُعالج قضاياه العاطفية بسطحية بعيدة عن هدف الزواج الذي يخشاه وينـفر منه . ومع أنه يحب الغزل ويلجأ إليه عند الحاجة إلا أن علاقاته بالمرأة تقوم على أسس كثيرة غير الجنس . فهو يُـقدّر الذكاء إلى جانب الجمال , ويُفضل الاحتـفاظ بحريته واستقلاله مهما بلغ حبه لامرأة معيّـنة . نصيحة إلى التي تربط مصيرها بهذا الرجل أن تمنحه ثـقتها التامة , وأن تمتـنع من إظهار غيرتها مهما بدر منه , وألا تلجأ إلى التذمر والشكوى أمامه مهما كانت الأسباب . وعليها أن تـُحب مثله الطبيعة والحيوانات والرياضة , وأن تـتحلى مثله أيضاً بالكرم والحماسة والاندفاع , وألا تهزأ بأفكاره العظيمة وأهدافه السامية مهما بدت خيالية بعيدة عن الواقع . يفقد رجل برج القوس اهتمامه بأهله بعد الزواج فلا تعود تربطه بهم سوى علاقة سطحية لا تسمح لهم بالتدخل في شؤونه وشؤون زوجته بصورة خاصة . ومقابل ذلك يحاول أن يبني مع شريكة حياته علاقات حميمة تـنهض على أساس المشاركة في كل شيء . لذا يجب عليها أن تهتم من ناحيتها بالأخبار الرياضية والقضايا العالمية والسباقات على أنواعها , وأن تطالع المجلات والصحف , وأن تتحلى بالمرح والانفتاح , وألا تتخلى عن الواقعية حتى في مواقف الانفعال والعاطفة . على هذا الأساس وحده يلازم هذا الرجل زوجته . ويصطحبها معه في حلــّه وترحاله , وينفق عليها من ماله بسخاء مع أنه ما من أمر يمنعه من توجيه النقد إليها بصراحة غير مبطنة , ومع أن سخاءه يتعداها إلى جميع أنواع المقامرة كالمائدة الخضراء والسباق والبورصة وغير ذلك من ألعاب الحظ الذي عنده منه الشيء الكثير . يحب هذا الرجل أطفاله من بعد أن يكبروا قليلا ً ويصبحوا في عمر يؤهلهم للخروج معه في النزهات والرحلات وغيرها . إنه لهم صديق وأنيس أكثر منه والد . وكثيراً ما يغفر لهم أخطاءهم وهفواتهم لإيمانه بأنهم سيصبحون أفضل في المستقبل . على أن الكذب يُـثير غضبه وحنقه إلى أقصى حد . أما صراحته المتـناهية فتـُثير حنق أولاده تماماً كما يفعل الكذب بالنسبة إليه . إن رجل برج القوس باختصار إنسان صادق جرئ شجاع , فيه بعض الجنون الذي يدفعه إلى ارتكاب الخطأ . من الصعب أن يحقد عليه الناس عامة وزوجته خاصة . كيف تستطيع أن تحقد على إنسان ينطوي قلبه على مثل هذا الحب العظيم ؟ المرأة القوس : بين هذه المرأة وبين اللف والدوران عداء مُستحكم . كيف لا وهي التي تؤمن أشد الإيمان بأن الخط المستـقيم أقصر الطرق إلى الهدف . وبما أن الاستقامة من طبعها , تبدر منها ملاحظات وأسئلة وردود يرتبك منها الجميع بوجه الجميع بوجه عام والرجل بوجه خاص لأنها تأتي بصورة مفاجئة وعلى نحو لم يتوقعه . ومع ذلك يُؤكد من يعرفها جيداً أنّ في استــطاعتها – لو أرادت – أسر جميع القلوب دون استـثـناء . المرأة مولودة برج القوس متـفائلة جداً , لكن تـفاؤلها يقترن دائماً بالمنطق السليم لا بالكذب الذي تأباه مهما كانت الظروف والدوافع . وبما أنها صادقة تماماً , لا تـتورع عن الاعتراف أمام أهلها وذويها بأنها تـُفضل قرابة الروح على قرابة الدم التي لا تؤمن بها كثيراً . ولما كانت صادقة أيضاً فإنها تـنـسلخ باكراً عن بيت العائلة وتستقل بمفردها وتعيش حياة مملوءة بالحركة والنشاط . فهي تتـنزه , وتمارس الرياضة , وتسافر , وتلتقي بالأصدقاء , وتلاحق الأهداف , وتؤدي الخدمات شرط أن لا يُفرض عليها شيء . إنها تكره الضغوط والقيود ولا تتردد في مواجهتها بلسان حاد سليط لا يُميّـز شخصاً من آخر . حتى والدتها التي حملتها ورعتها تـفشل في إجبارها على أمر ليست مقتـنعة به كل الاقتناع . تكره هذه المرأة الرجل الضعيف السليب الإرادة , ومع ذلك ترفض الذوبان في شخصية الرجل القوي مهما كان قوياً ومتسلطاً . إنها كثيراً ما تخلط بين الحب والصداقة . إذا شعرت بالعاطفة نحو إنسان ما تفتح له قلبها دون تردد . في صدقها خشونة تـزعج البعض فيتهمونها إمّا باللؤم والخبث أو بالبله التام . غير أنها في الواقع ذكية طيبة ومنطقية جداً . وإذا تصرفت على هذا النحو الذي لا يرضى عنه جميع الناس فلأنها مقـــتـنعة تماماً ببراءتها وحسن سلوكها , وغير آبهة – بالتالي – للشائعات والتـُهم التي تلاحقها أحياناً . تتردد هذه المرأة أمام فكرة الزواج ولا تـتقبلها إلا بعد أن تـشعر بحبّ جارف وانجذاب شديد نحو رجل تـتمنى مشاركته بل وتـقليده في كل شيء . فهي تستعمل ثيابه أحياناً , وترافقه في الصيد والنزهات والسفر , وتـُضحكها نوادره , ومع ذلك تبقى محتـفظة بكل مظاهر الأنوثة والرقة . إن من يعرفها حق المعرفة يعلم أنها سريعة العطب , تـتصرف ببراءة الأطفال وترتبك إلى حد التعثر في مشيتها أحياناً , ولا تستطيع منع نفسها من البكاء في المواقف العاطفية على اختلاف أنواعها . شهية هذه المرأة عظيمة . فهي تحب الطعام والشراب الطيبـين , وتـتمنى التردد على المطاعم الفخمة كلما سنحت لها الفرصة . تحب أيضاً اللباس الفاخر والسفر – في الدرجة الأولى بالطبع – والأضواء والشهرة والتبذير لاعتقادها أن المال وسيلة لا غاية . ومع أنها تكره الأعمال المنزلية وتـُفضل عليها العمل في الخارج إلا أنها تقوم بدور المضيفة وربة البيت خير قيام . من أفضل حسناتها في هذا المضمار المرح والكرم وعدم التفريق بين المدعوين مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية والمادية . ومن سيئاتها القليـلة حدة اللسان إذا مُسّت كرامتها . لكنها لحسن حظها وحظ الآخرين مفطورة على النسيان والمغــــــــفرة , ولذلك لا يوجد في قلبها مكان للغضب أو الحقد الطويل الأمد . أطفالها يُحبونها إلى درجة العبادة , ويمرحون معها كما لو أنهم في " سيرك " حقيقي . وإنهم يُعاملونها معاملة الشقيق للشقيق ويأخذون عنها الصدق والاستقامة والمرح ولكنهم يشعرون في بعض الأحيان بالضيق والارتباك بسبب صراحتها اللامحدودة . أما زوجها فله منها الحب والثـقة والوفاء الكامل دون قيد أو شرط ما عدا منحها القليل من الحرية والفردية . امرأة برج القوس باختصار إنسانة مُثيرة إلى أبعد حد . فهي بالإضافة إلى خصائصها الحميدة تتمتع بروح خفيفة تضفي الابتسامة والمرح على جميع الوجوه , وتمحو من القلوب السأم والملل . وهذا وحده يُعتبر فضيلة عند الأزواج . المدير القوس : يبدو رجل برج القوس أول وهلة إنساناً غريب الأطوار لا يُشبه غيره من رجال الأعمال المعروفين . وكثيراً ما يتساءل المحيطون به إن كان في تصرفاته ما يستحق الضحك أو الغضب . وفيما يعتقده البعض ساذجاً قليل الفطنة يُؤكد البعض الآخر أنه من النوابغ . لكنه في الواقع خلاف الاثـنين لكونه ذكياً من ناحية و " دون كيشوتياً" من ناحية أخرى . على كل حال إذا لم يتركه موظفوه بعد مضي أسبوع على عملهم معه هناك احتمال قوي بأن يلازموه وقتاً طويلا ً . يرفع هذا الإنسان لواء الصراحة عالياً في جميع أعماله ومواقفه . فهو يطري العاملين معه بالسهولة نفسها التي ينتـقد بها أخطاءهم . إن هذا الاندفاع من قبله يجعل أصحاب الكفاءة يستبشرون خيراً . لكن قد تمضي الأيام والشهور دون أن يُحقق لهم شيئاً على الرغم من الوعود التي يقطعها على نفسه . والواقع أن ذاكرته ليست ضعيفة بالنسبة إلى الوعود وحسب بل أيضاً بالنسبة إلى المواعيد وذلك بسبب انشغاله بالسفر والتنقل والرياضة ومختلف الهوايات ممّا لا يترك له مجال الاهتمام بحذافير العمل ومشاكل العاملين معه . إنّ أقرب اللغات إلى عقله لغة المنطق . فإذا تسنـّى لموظفيه التـفاهم معه بواسطتها أصبح مرحاً سعيداً وسخياً في إعطاء الإجازات والمنح وسواها . بالمقابل يُسيئه جداً أن ينكر الناس حسناته وأن يتمسكوا بسيئاته حتى لو كانت بمنتهى الوضوح . ولا يعني ذلك أنه يدعو إلى الرياء والكذب , فهو أبعد الناس عن هاتين الصفتين وأكثرهم تمسكاً بالحقيقة مهما كانت مؤلمة . وهو على الرغم من خشونته يتحلــّى بروح ديمقراطية دمثة تـُكسب له الأصدقاء من جميع الفئات والطبقات . بالإضافة إلى جموع الأصحاب يُحيط رجل برج القوس نفسه بأشياء كثيرة ممتعة منها الطعام الجيد والشراب الفاخر والحيوانات الأليفة وحقائب السفر الجاهزة والأضواء الساطعة والأفكار الخلاقـة والأهداف السامية . أما الأشياء التي يضع بينه وبينها المسافات الشاسعة فهي الظلم والقسوة والرياء والحقد والأنانية . وهو يبدو في الظاهر قليل التـفكير والإدراك لكن من يعرفه حق المعرفة يعلم أن عنده حدساً قوياً – ما عدا في الحبّ – يخرج بفضله من الأزمات سالماً . ومع أنه يُهمل بعض الأمور الهامشية إلا أنـّه لا ينسى أبداً أهم الوقائع والأرقام المتعلقة بصميم عمله . وعلى الرغم من طيبته التي لا تـُنكر يظل صاحب طموح واستـقلال وفردية تقرب من حبّ الذات . كثيراً ما يتساءل العاملون معه عن حقيقة أمره دون أن يصلوا إلى جواب . وكل ما يعملونه بالتأكيد هو أن العمل معه أمر في غاية الإثارة والتـشويق.الموظف القوس : يعتبر وجوده في المؤسسات والشركات مُتعة وسلوى لسائر الموظفين والمستخدمين على الرغم من حدة لسانه وارتباك حركاته وفضوله الذي لا يكف عن طرح الأسئلة . إذا طـُلب من معارفه أن يُلخصوا صفاته بكلمات قليلة أجابوا أنـّه مثال الرجل المرح المتـفائل الذي يعيش ليومه ويُؤمن بحظه لكلّ يوم . يبدو الموظف المولود في برج القوس إنساناً خجولا ً سطحياً طائشاً ومُعرضاً للعثرات الجسدية والفكرية . ذلك هو ظاهره , أما باطنه الذي يرعاه كوكب " المشتري " فهو على نقيض تام . إذ كيف يكون سطحياً وهو على هذا المقدار من الحدس والمنطق السليم ؟ وكيف يُتهم بالخجل وهو الذي لا يتورع عن انتـقاد زملائه ورؤسائه إذا بدرت منهم الأخطاء ؟ وهل من داع إلى التحدّث عن عثراته في الوقت الذي يسانده فيه الحظ إلى هذا الحدّ ؟ من هو إذاً بالضبط ؟ الموظف الذي ينتمي إلى برج القوس إنسان مندفع يُسرع في العمل ويُـتقنه أكثر من سواه . وهو يفخر بمزاياه دون أدنى ارتباك , ويثق بنفسه كل الثـقة , ولا يكذب ولا يُخادع ولا يحقد , ولكنه يجرح بعدم لباقته ويُـثير الحنق بطرحه العديد من الأسئلة وبمحاولته لفت الانتباه . إنه يكره الجمود , ويهوى السفر والتـنقل , ويرجو من رؤسائه أن يُرسلوه من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد . إن حبه للأسفار يجعله ينجح في دور البائع المتجول وإن كان مُعرضاً لبعض الأخطاء بسبب تسرعه واندفاعه . يهتم الموظف المنتمي إلى برج القوس بدخله الخاص أكثر من اهتمامه بمستـقبل الشركة التي يعمل لها . لهذا السبب يرفض الوعود مهما كانت مُـغرية , ويتمسك بالتقدير الآني مهما كان تافهاً . حبه للمال لا يعني أنه ينظر إليه كمجرد غاية لا أكثر . إنه في نظره الوسيلة إلى العيش الكريم والمستوى اللائق . وبما أنه كريم بطبعه يكره البخل في الناس بوجه عام وفي رب عمله بوجه خاص . إذا عامله هذا الأخير معاملة الشحيح تركه غير نادم . الأمر الثاني الذي يدفع به إلى ترك العمل دون تردد هو التعرض إلى أخلاقـه واتهامه بالكذب أو قلة الشرف , مع العلم بأنه طيب القلب ينسى الإساءة بسرعة وخصوصاً متى استطاع أن يرُدّ عليها بعنفه وحدة لسانه المعروفين . إذا شعر رب العمل بحاجة ماسة إلى طرد هذا الموظف في بعض الأحيان من الأفضل أن يكبح جماح غضبه وأن يُعيد النظر فيه بكل صدق وموضوعية . وسوف يكتـشف عندئذٍ أن له من المزايا أضعاف ما له من السيئات . تبقى صراحته التي تـُحتمل . وهذه الصفة بالذات تـتطلب من رئيسه روحاً رياضية ممتازة .مشاهير القوس لودوينغ فان بيتهوفين- جيم موريسون- وولت ديزني،- بروس لي- ستيفين سبيلبيرغ- جين فوندا |
مقالات ذات صلة
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اذا كان لديك اي سؤال يمكنك طرحه اسفل المقال فى المكان المخصص لتعاليق وساكون سعيد بالرد عليكم